في وقت من الأوقات كان نقص الكفاءة المهنية سببًا قد يكلفك حياتك - على الأقل إذا كنت تكسب قوت يومك من العمل بوظيفة عامل على غلاية بخار في نهاية القرن التاسع عشر. فتكنولوجيا غلايات البخار كانت محركًا للتقدم الاقتصادي في وقتها، ولكنها في الوقت نفسه كانت تمثل خطرًا كبيرًا على حياة الشخص وعلى سلامته البدنية. وكانت الانفجارات الشديدة لغلاية البخار أمرًا مألوفًا في بداية الثورة الصناعية الأولى.

ولكن مع تأسيس جمعية فحص غلايات البخار، تحت اسم Dampfkesselüberwachungsverein (تعرف اختصارًا DÜV) وتغير اسمها لاحقًا إلى تي يو في راينلاند TÜV Rheinland - أصبحت هذه الحوادث أقل تكرارًا - ذلك أن الخبراء قد دأبوا على فحص الحالة الفنية لغلايات البخار، ثم دربوا بدورهم غيرهم على الصيانة الصحيحة والتشغيل

لم يكن توفير أحدث الكفاءات العنصر الأساسي للعمل الأكثر أمانًا فحسب منذ 140 عامًا مضت، بل كان أيضًا العنصر الأساسي لتحقيق الرخاء والتطلعات الشخصية. ولقد تبوأنا بالفعل موقع الريادة في مجال تدريب الخبرة المهنية في نهاية القرن التاسع عشر.

واليوم، لم تعد غلاية البخار هي العنصر الذي يحدد ما لدينا من مهارات. ولكن بدلاً من ذلك، تشكل تقنية المعلومات والرقمنة ضغوطًا كبيرة لتحقيق التغير في الأعمال وفي المجتمع وفي حياة كل شخص.

فعدد الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت يتضاعف بمعدل أسرع من زيادة عدد سكان العالم، و لحد يومنا هذا هناك أشياء أكثر من البشر تتصل بشبكات مع بعضها بعضًا. ويمثل إنترنت الأشياء، أو التوجيه الشبكي أو الثورة الصناعية الرابعة طرقًا للتعبير عن هذا التحول الديناميكي.

ويتضح بالفعل أن الكثير من طلاب اليوم سيشغلون وظائف لم تكن موجودة من قبل. ومن منظور إنترنت الأشياء، والتشغيل الآلي وأنظمة الذكاء الاصطناعي، ستظهر أدوار تتطلب مهارات وكفاءات مختلفة تمامًا عما يمكننا تخيله اليوم.

من يستطيع التعامل مع هذا التطور التكنولوجي؟ هناك حاجة ماسة اليوم أكثر من ذي قبل للاختصاصيين التقنيين القادرين على تشكيل مستقبلنا بكفاءة وعلى التحكم بكفاءة فيه وحمايته.